التغذية بالتيار إلى 12 ساعة يومياً: نهج جديد أم موروثات العهد القديم؟

لم يأت الاستغراب الشعبي لزيادة التغذية في التيار الكهربائي إلى 10 ساعات يوميا، من فائض اليأس اللبناني المزمن من إصلاح قطاع الكهرباء، بل تزامن ذلك مع تأليف حكومة العهد الأولى، ومجيء وزير جديد على رأس وزارة متهمة بأنها كانت السبب الرئيسي في الانهيار المالي والنقدي، وإضاعة دولارات اللبنانيين وودائعهم.
لكن حقيقة تزايد التغذية هي أن قطاع الكهرباء يسير حاليا، وفق “خطة الطوارئ الوطنية” التي عملت وزارة الطاقة على اعتمادها، بعدما “تعذر تأمين التمويل للغاز المصري، والكهرباء الأردنية، لتطبيق “الخطة الوطنية الشاملة للنهوض المستدام بقطاع الكهرباء” التي كانت وزارة الطاقة قد أعدتها في عهد الوزير وليد فياض.
وترتكز “خطة الطوارئ الوطنية” المفعلة حاليا، على استمرار وزارة الطاقة في الاتكال على الفيول العراقي، وهو ما بادر إلى تطبيقه الوزير جو صدي، على قاعدة أن “الحكم استمرار” وعشر ساعات من الإنارة أفضل من لا شيء، فوقّع العقد مع العراق للسنة الرابعة.
بيد أن الحل الشامل لمعضلة وطنية تاريخية بحجم “مغارة” الكهرباء، و”منافعها” وزواريبها، لن يبدأ قبل استكمال بناء مشروع تشكيل الهيئة الناظمة، وتعيين أعضائها وطواقمها الذي وعد الوزير صدي بصب اهتمامه لكي يبصر النور. وبرعاية الوزير والعهد الجديدين، ووفق ما تسرب عن دعم دولي للنهوض بالقطاع، ستبدأ الهيئة باتخاذ ما يلزم من قرارات عصرية ومرنة، تعيد تنظيم قطاع الكهرباء، وفرض الشفافية والحوكمة في إدارته، وتدفع نحو مزيد من الشراكة مع القطاع الخاص، في مجالات الإنتاج والتوزيع والجباية، وفتح الاستثمار في الطاقة المتجددة على مصراعيه.
فما وضع التيار الكهربائي حاليا؟ وهل من تطورات أدت إلى زيادة ساعات التغذية؟