الطقس

لبنان مقبلٌ على كارثة… بسبب الجفاف!

شهد شتاء لبنان هذا العام تراجعاً في المتساقطات، وفيما عوّض المنخفضان الجوّيان “أسيل” و”آدم” قليلاً للبلد ممّا فاته، إلا أنّ بانتظار المُزارعين مشكلة كبيرة، هم الذين يعتمدون على المتساقطات لريّ مزروعاتهم على مدار السّنة.

يُؤكّد المتخصّص بالرّي وأستاذ الموارد المائيّة وهندسة الرّي والصّرف وإدارة مياه الرّي في كلية الزّراعة في “الجامعة اللبنانية”، الدكتور داوود رعد أنّنا “سنشهد تراجعاً حادّاً في الزّراعة في لبنان، فهي تستهلك من 65 إلى 70 في المئة من المياه المُتاحة”.
ويعتبر، في حديث لموقع mtv، أنّنا “مُقبلون على كارثة على صعيد الزّراعة”، موضحاً أنّه “لن تتوفّر المياه الكافية لريّ المزروعات، لا سيّما للمحاصيل المرويّة مثل البطاطا والذّرة والخضار والأشجار المثمرة”.
ويُشير رعد إلى أنّ “في لبنان، لا احترام للمعايير وللصّحة العامّة وللبيئة، والخطر يكمُن في استخدام المزارع لمياه المجاري، للتّعويض عن مياه المتساقطات، من دون التّأكد من نوعيّتها، ففي غالبيّة المجاري، تجري مياه الصّرف الصّحي التي تختلط بمياهها، ثمّ تُستعمَل في ريّ المحاصيل الزّراعيّة، ما يلوّث الطّعام، ويُؤدّي إلى كارثة صحيّة لدى المواطنين”.
ويلفت إلى أنّ “الحلول كثيرة، أبرزها على مستوى المزارع والمواطن نفسه والبلديّات ومؤسّسات المياه والمسؤولين لاتّخاذ إجراءات وقائيّة على صعيد مياه الشّرب”.
ويقول رعد: “أمّا على صعيد مياه الرّيّ، فيُمكن للدّولة أن تطلب من المزارع التّوقّف عن زراعة الذّرة العلفيّة والبطاطا وسواها، أي المزروعات التي تستهلك كميّة كبيرة من المياه، على أن يكون هناك تعويضات للمُزارع من خلال صندوق للتّعويضات”.

إذاً، يبدو أنّنا أمام أزمة سببها التغيّرات في الطّقس، إلا أنّ أمامنا حلولاً عدّة، وعلى المُزارعين التّنبّه لهذا الأمر قبل فوات الأوان، والاعتماد على ترشيد المياه، كما على الدّولة دعم المُزارعين، فخسائرهم قد لا تكون قليلة هذا العام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى